سينية القدس

كي تكون هذه السينية .. على البحر الخفيف .. وهو البحر الذي كتب عليه كلاً من البحتري وشوقي سينيتيهما .. أحببت أن تكون سينيتي .. على البحر الخفيف كذلك .. ولمن ؟؟ للتي امتطى حبها كريات دمي .. (( ملتقى الأنبياء .. ومنتهى الإسراء )) القدس ..
فإليكم ما كان من قلمي ..

سينية القدس ...

أغْمـــضَ الجفنُ بُرْهةً بالأمْــــــسِ ***
فاسْتنـــارَتْ عيْنِي بنــــورِ القدْسِ
واسْتقرّت بمَوْلِج القلـــــــــبِ منّـي ***
لدَمــــــي جسْرٌ من عبورٍ وحبْسِ
فاشـْرأبّت أعْنـــاقُهــا الأحْشـــــــاءُ ***
وتَغــــنّى تــحيَّـــةً كــلّ ضــرْسِ
وعـــــــزفْنَ النّشيدَ تحْيــا بـــلادي ***
حـــرّةً واصــــطفـَفْنَ صفّاً كترْسِ

وبُعيْدَ الصمـــــتِ القصيرِ أبــانَتْ ***
عــــــــن سمـومٍ توطّنتْها ومــسِّ
وحكتْ لي عن حـــالها كلَّ يــــوْمٍ ***
يعْتــــريهـا جِــــراحُ سَهْمٍ وقـوْسِ
وبَكتْ ما بكَتْ على مَا بـَــــراهــا ***
من صُــــــنُوفٍ تعدّدَتْ للــطـمْسِ
وبكتْ تنْعي قوْمَها بـعْدَ مــــــوْتٍ ***
قـــــدْ تفشَّـى منْ بعدِ تعْسٍ ونكْسِ
وبِصــــوْتٍ يعْلـــــوهُ نبْـــرَةَ هُزْءٍِ ***
ضَحِكَــــــتْ ثمَّ خاطَبَتْني بــهمْسِ

هل وجدْتم مسرىً بـديــــــلاً عنّي ***
أمْ تشوّهْــــتُ فاسْتحــالتْ شمْسـي
إحْتفيْتُم بـي للْعــــــروبَةِ رمْـــــزاً ***
عَجَــــــبـاً أمْـــرُكمْ بِهذا الحــــسِّ
لا أرى شيْئاً بالعـروبَةِ بــــــــــاقٍ ***
فـيَّ من أزْمانٍ مضَتْ وهْيَ تُنْسي
صورتي إن تجمّعَتْ يـرتديهـــــــا ***
مــــــؤمنٌ يزْدانُ بحــــلمٍٍ وبـــأسِ
وَتَرى إنْ تفرّقَــــــتْ يـمْتطيـــــها ***
شــرُّ مخلوقٍ مثلُ شيطـــــانِ مسِّ
فَلَـقدْ خُيـِّرْتــم لـكــــيْ تجْعلونـــي ***
مُمْتَطـــــىً للشيطانِ أوخــيرُ لِبْسِ

فَهَمَى المُزْنُ بالعيونِ دمــــــــوعاً ***
نُثِرتْ فــــــــوْقَ وجْنتيَّ ليُمْســـي
تِيهُهَا أوْطــانٌ لهـــــــــا فتَنـــاءت ***
لتشـــقَّ الـــــدروبَ كلٌّ بِعــــكْسِ
فالْتقَتْ كُلُّهــــــا ببعْضٍ لترســـــو ***
حَــــــوْل أسْوارٍ شُوهِدتْ بالقــدْسِ
فَتَرَاها كـَــذا هـــــــــدايةُ ربِّــــــي ***
طائراً حيثُ كانَ بالمــــــــهدِ أمْسِ

بقلم / حسن عبد الخالق عصفور


نشر المقال بواسطة / محمد يونس شاهين